اللقاء التواصلي الأول..القيادة الجماعية تستعرض أمام الفريقين البرلمانيين الرهانات التي تنتظرهم خلال الدورة الربيعية للبرلمان

0 870

أكدت القيادة الجماعية للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، أن الدورة الربيعية للبرلمان برسم السنة التشريعية الثالثة لما تبقى من الولاية الحادية عشرة، ستكون مطبوعة برهانات متعددة ومتنوعة، سواء تعلق الأمر بمجال التشريع والمراقبة، أو بتقييم السياسات العمومية والدبلوماسية البرلمانية الموازية.

وأبرزت القيادة الجماعية في كلمة تلاها عضو القيادة السيد المهدي بنسعيد، أمام برلمانيات وبرلمانيين الحزب بحضور رئيسة المجلس الوطني السيدة نجوى ككوس، وأعضاء المكتب السياسي، ووزيرات ووزراء الحزب، خلال اللقاء التواصلي المنعقد مساء يومه الجمعة 5 أبريل 2024، بسلا، أن هذه الرهانات ستكون لها أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية مرتبطة بعمل وحضور الحزب كحزب سياسي ديمقراطي حداثي داخل المشهد السياسي.

وأوضح بنسعيد في ذات الكلمة أن هذا اللقاء التواصلي الأول من نوعه بعد انتخاب قيادة جماعية جديدة، يأتي في سياق جد دقيق من حياة بلادنا، ومن تاريخ حزبنا، “حيث نلتقي أياما قليلة مضت على عقد المؤتمر الوطني الخامس للحزب، الذي عرف نجاحا باهرا على كافة المستويات بشهادة الخصوم قبل الأصدقاء”.

وحسب بنسعيد؛ فأول هذه النجاحات هو انعقاد المؤتمر الوطني الخامس للحزب في وقته المحدد في احترام تام لروح الدستور والقانون التنظيمي المنظم للأحزاب السياسية رغم التحديات والإكراهات والصعوبات التي رافقت التحضير لهذه المحطة السياسية.

أما ثاني هذه النجاحات، يؤكد عضو القيادة الجماعية، هو الحضور المتميز للمناضلات والمناضلين والالتزام الذي أبانوا عنه طيلة مراحل أشغال المؤتمر، بالإضافة إلى الحضور المتميز للضيوف من مختلف مشارب الأحزاب السياسية الوطنية وبعض الشخصيات الأجنبية.

وثالثها، يضيف بنسعيد، أن هذه الدينامية كرست المكانة المتقدمة لحزبنا في صفوف الأحزاب الوطنية المسؤولة والجادة والتي تشتغل في إطار احترام ربط المسؤولية بالمحاسبة.

وبخصوص رابع هذه النجاحات، فيؤكد بنسعيد أنها تتمثل في إبداع صيغة جديدة في التدبير الحزبي باعتماد قيادة جماعية للأمانة العامة، كخيار سياسي استراتيجي نوعي متميز داخل المشهد السياسي الوطني.

وأشار عضو القيادة الجماعية إلى أن الفضل في كل ذلك يرجع بالدرجة الأولى إلى جهود جميع المناضلات والمناضلين المخلصين والغيورين على المشروع الديمقراطي الحداثي لحزب الأصالة والمعاصرة .

وأبرز بنسعيد أن نجاح انعقاد المؤتمر الوطني الخامس بتلك الصورة الديمقراطية المتميزة والمشرفة، وبذلك الحضور الجماهيري الغفير، رغم الظروف المناخية والسياقات الدولية والوطنية الصعبة، يعد بحق لبنة أخرى من اللبنات الإيجابية والبناءة في صرح بناء وتقوية وتعزيز الديمقراطية الوطنية، مشيداً بالإسهام الفعال والإيجابية للبرلمانيين المحترمين، وما بذلوه من تضحيات تنظيمية جبارة، سواء في دوائرهم المحلية أثناء انتداب المؤتمرين، أو خلال فعاليات المؤتمر.

وتوقف عضو القيادة الجماعية عند الملف الاجتماعي لدى هذه الحكومة لما له من أهمية قصوى، وهو ما حققت فيه نتائج جد مبهرة، وكان لوزراء الحزب بصمة نوعية في هذا المجال، سواء على مستوى الدعم الاجتماعي المباشر أو الدعم المخصص للسكن، أو الإصلاحات الجريئة في مجال المنظومة القانونية القضائية، أو النهوض بالثقافة المغربية وجعلها مسهما حقيقيا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية أو في مجال الرقمنة والمجال الطاقي والتعليم العالي والشغل، وغيرها من الإجراءات التي تندرج في إطار تعزيز ركائز الدولة الاجتماعية.

وقال بنسعيد، مخاطبا الفريقين البرلمانيين: ” نراهن على تضافر جهود الجميع حكومة وأعضاء الأغلبية في البرلمان وفي المجالس المنتخبة، بمناسبة الدخول السياسي والبرلماني؛ على دوركم الكبير في إبراز ما تقوم به الحكومة عموما ووزراؤنا خصوصا في معالجة الإشكاليات الاجتماعية المطروحة على طاولة الحوار الاجتماعي، الذي بات ينعقد لأول مرة في تاريخ المغرب بشكل دوري ومنتظم.”

وأضاف بنسعيد، “إن هذا الحوار الاجتماعي حقق نتائج هامة خلال السنتين الماضيتين، مما أسهم في الرفع من القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين، وهو ما ستعمل الحكومة بشأنه على مواصلة الجهود في إطار اللقاءات المتواصلة مع الفرقاء الاجتماعيين من أجل الزيادة العامة في الأجور وإصلاح أنظمة التقاعد، وإخراج مشروع القانون التنظيمي للإضراب، ومراجعة مدونة الشغل والقانون المتعلق بالنقابات إلى دائرة النقاش في المؤسسات الدستورية وهي إصلاحات ظلت لمدة عقود تراوح مكانها دون أن تتحمل أي حكومة سابقة مسؤوليتها في معالجة هذه الملفات الكبرى”.

واعتبر عضو القيادة الجماعية أنه من الرهانات الأساسية والمركزية للدورة الربيعية المقبلة، أنها ستنكب على دراسة ومناقشة ثاني تعديل جوهري لمدونة للأسرة في عهد جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره.

وعبر بنسعيد على اعتزاز القيادة بأداء الوزراء وما بصموا عليه إلى حدود هذه اللحظة من حصيلة مشرفة تعكس المدرسة السياسية الحداثية المبدعة والخلاقة التي تربوا فيها، “لا نبالغ في ذلك، ولا نرغب في تضخيم الذات، أو نقول ذلك من أجل الاستهلاك الشعبوي بل إن النتائج المحققة ناطقة على هذا المسار المتميز لوزرائنا، ولهذه الحكومة بشكل عام”.

تحرير: خديجة الرحالي/ تصوير: ياسين الزهراوي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.