المجلس الوطني لمنظمة نساء البام: 3 سنوات من الوجود

0 1٬501

تنعقد أشغال الدورة الرابعة للمجلس الوطني لمنظمة نساء الأصالة والمعاصرة، يوم السبت 22 أبريل الجاري بالرباط، في ظل العديد من المستجدات السياسية والحزبية والتنظيمية التي يعرفها البيت الداخلي للبام منذ مدة.

ساعات قليلة إذن تفصلنا عن هذا الموعد الهام، وستنعقد الدورة الرابعة، وكل مكونات منظمة نساء البام من مختلف المواقع والمسؤوليات استعداد لتمثل الواقع بمعطياته وتنزيل الصيغ الأساسية لصناعة المستقبل ببرنامج واضح بناء على مبادئ وقواعد تتوق إلى تطور المجتمع وبناء حداثته وترسيخ قواعد الديموقراطية.

منظمة نساء الأصالة والمعاصرة 3 سنوات من التواجد النضالي في المشهد الحزبي المغربي ومن العمل إلى جانب باقي القوى النسائية والحقوقية والمجتمعية، انطلقت تصوراتها الأولية في يونيو من عام 2013 عبر ما عرف حينها بالحوارات الجهوية لحركة نساء الأصالة والمعاصرة، حيث نظمت لقاءات تواصلية بمختلف الجهات والأقاليم بمشاركة مناضلات الحزب إغناء منهن للنقاش حول كل القضايا التي تهم المرأة.

استمرت هذه اللقاءات ما يقارب ال 5 أشهر، وركزت الورقة التأطيرية للحوارات الجهوية في إطارها الوطني على أهمية تأسيس منظمة نسائية ضمن التشكيلات الموازية للحزب، لكي تكون طرفا أساسيا في ترجمة مضامين المشروع الديمقراطي الحداثي، وهي بذلك تشكل حركة نضالية لتأطير نساء الحزب والدفاع عن حقوق المرأة بشكل عام، وتعمل وفق آليات مضبوطة لنشر مبادئ وأفكار الديمقراطية الاجتماعية المنفتحة على أوسع نطاق في المجتمع.

وبعدما اكتملت الصورة ونضجت شروط تشكيل تنظيم نسائي، وتزامنا مع الاحتفالات المخلدة لليوم العالمي للمرأة، وبالضبط يوم 8 مارس من عام 2014، ستنعقد فعاليات المؤتمر الوطني التأسيسي لمنظمة نساء الأصالة والمعاصرة، يوم السبت 8 مارس 2014، تحت شعار: “المساواة من أجل الكرامة والمواطنــــة”.

ووضعت المنظمة المرأة المغربية ضمن أولوياتها وفي عمق اهتماماتها، سواء كانت هذه المرأة تنتمي إلى القرية أو إلى المجال الحضري، (داخل المغرب وخارجه)، ومهما اختلف وضعها الاجتماعي أو الوظيفي، متعلمة أو أمية، ومن كل الفئات العمرية المختلفة.

على المستوى الحزبي، أكدت المنظمة في تصوراتها على  الاهتمام بالكفاءات النسائية بالجهة من خلال إشراكها في بلورة مختلف المشاريع الحزبية والأخذ بعين الاعتبار موقفها في بلورة القرارات الحزبية، ومواكبة وتأطير العنصر النسائي باعتباره في أغلب الأحيان يلج العمل السياسي لأول مرة. والتذكير بضرورة احترام القانون الأساسي والداخلي للحزبي وخاصة مبدأ المناصفة في تكوين الأمانات الإقليمية .وتقديم الدعم المعنوي والمادي للأنشطة التي تقوم بها المرأة على المستوى الجمعوي باعتباره ملازما للعمل السياسي.

وطنيا، ارتكز عمل المنظمة في اتجاه اعتماد مقاربة نوع حقيقة في البرامج الحكومية بعيدا عن الشعارات وذلك باعتبار المرأة مواطنة لها كامل الحقوق ونفس الواجبات. والتمييز الإيجابي لصالح المرأة من أجل رد الاعتبار، وإعادة الثقة للمرأة في العمل السياسي. والإهتمام بالمرأة القروية باعتبارها لها خصوصيات وأولويات تمييزها عن المرأة الحضرية ولكونها تعزها الإمكانيات للتعبير عن آرائها.

بالعودة إلى السنوات الأولى، نجد أن حزب الأصالة والمعاصرة عندما تأسس على قاعدة الإيمان بالديمقراطية والحداثة فقد كان في صلب مشروعه منذ الميلاد أن يموقع النساء في مجاله الرحب لأنه يؤمن بأن تطور المجتمع و مساره الحداثي رهين بإقرار حقوق المرأة ومشاركتها الواعدة.

ولم يكن الاهتمام بهذه المسألة  اختصاصا نسوانيا أو هي نزعة لصيقة بمناضلات الحزب، بل هي هم مشترك لابد أن يساهم فيه كمناضلات ومناضلي حزب الأصالة والمعاصرة.

منظمة نساء الأصالة والمعاصرة كان لها حضورها في العديد من المحطات التنظيمية والتواصلية، وشاركت في مختلف الاستحقاقات التي خاضها الحزب، وعملت على تنظيم العديد من الندوات سواء منها ذات الطابع النسائي المحض أو أخرى ذات ارتباط بقضايا مجتمعية، إضافة إلى دورات تكوينية وتأطيرية لنساء البام تحت إشراف خبراء وأساتذة في مختلف التخصصات.

تعددت أوجه الحضور، وعلى سبيل الحصر نظمت يوم 18 يوليوز 2014 فعاليات الندوة الوطنية حول المناصفة والتمثيلية النسائية في أفق الاستحقاقات المقبلة، طالبت إقرار المناصفة في جميع الهيئات المنتخبة محليا، جهويا ووطنيا، وتفعيل مضامين الاتفاقيات الدولية خصوصا اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة و إلغاء كل القوانين المجحفة لحقها.

ودعت ذات الندوة إلى إلزام الحكومة بمحاربة جميع أشكال التمييز والعنف ضد النساء وتحسين تمثيلية النساء في الهيئات المنتخبة باتجاه المناصفة؛ والتنزيل السريع لمضامين دستور 2011 خاصة الفصل 19 و 164 الرامية إلى إقرار المناصفة والمساواة الفعلية بين الجنسين؛ والعمل على إطلاق مبادرات تكوينية وتعليمية تساهم في تأهيل المرأة، ودعوة كافة الطاقات النسائية إلى الانخراط في هذه المبادرات والتعبئة لمواجهات كل الإجراءات والمساطير التي تحول دون استفادة المرأة من حقها الكامل في العمل والعيش الكريم…

في الثامن من غشت 2015 عقدت منظمة نساء حزب الأصالة والمعاصرة، أشغال مجلسها الوطني الثاني تحت شعار: “من أجل مشاركة سياسية نسائية قوية في الاستحقاقات القادمة”، وكان للمرأة البامية حضور قوي وهام في هذا الإطار بوأتها التموقع كمستشارة في العديد من الجماعات ورئاسة جماعتين ترابيتين بكل من بني ملال وجرادة.

استحقاقات 7 أكتوبر 2016، ستشكل أيضا لحظة مفصليــــة في تجسيد البام لخيار المناصفة تنظيرا وتطبيقا من خلال اللائحة الوطنية للنساء والشباب، وأبانت خلال البرلمانيات المتفوقات عن إيمان عال بمبادئ الحزب واستعدادهن الكبير للانخراط في التوجهات والاختيارات من حيث التموقع السياسي ومختلف المبادرات التي أعلن عنها الحزب.

نقاط أساسية بقوتها وراهنيتها ستعرض على أنظار برلمان منظمة نساء الأصالة والمعاصرة للنقاش والتداول بشأنها بغية الخروج ببرنامج عمل واضح المعالم والأهداف للفترة المقبلة، برنامج سيركز أساسا علــــى ما هو تنظيمي في مستوياتها الجهوية، الإقليمية، المحلية، لخلق جسور تواصل أقوى بين المناضلات فيما بينهن وكذا بين المناضلات والمواطنات، وفتح مجال الاستماع إليهن وخلق سبل الحوار في أفق الإسهام والعمل على حلحلة مختلف الإشكاليات المطروحة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.