المهدي بنسعيد: الصناعة الثقافية بالمغرب ستعرف الانتقال من الاستهلاك إلى الإسهام في النمو الاقتصادي الوطني

0 111

قال، وزير الشباب والثقافة والتواصل- عضو القيادة الجماعية للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، محمد مهدي بنسعيد، يوم الخميس 23 يناير 2025، خلال مروره في ندوة تهم القضايا السياسية والثقافية والاجتماعية من تنظيم مؤسسة الفقيه التطواني، إنه بخصوص الصناعة الثقافية بات من الضروري الخروج من منطق الاستهلاك السلبي في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية والانتقال إلى الإنتاج الاقتصادي لتحفيز النمو والإسهام في الناتج الداخلي المحلي.

وأكد الوزير بنسعيد، في كلمة أن المغرب، وكذا العديد من بلدان الجنوب، مستهلكون رئيسيون للصناعات الثقافية والإبداعية، لكن حضورهم يظل ضعيفا كمنتجين معترف بهم، مضيفا أن “موسيقانا، ومناظرنا الطبيعية، وتاريخنا، وقصصنا، وأزياءنا، ومطبخنا، تغذي الصناعات الثقافية والإبداعية في جميع أنحاء العالم”، داعيا، في هذا الصدد، إلى “إعادة الاستثمار في إبداعتنا وشبابنا وثقافاتنا وهويتنا محليا”.

وفي ذات الصدد، أشار بنسعيد إلى أن المملكة المغربية، التي تزخر بتراث ثقافي غني، مادي ولامادي، تدافع عن البعد التراثي للثقافة، سواء على المستوى الوطني أو الإفريقي أو الدولي، بالإضافة إلى البعد الآخر المتعلق بالإبداع والابتكار.

وأوضح بنسعيد بأن “المملكة تثمن الإبداع من خلال فنانيها ومبدعيها، وعبر قطاعي الموسيقى والسينما، وكذا ناشريها وكتابها”، مضيفا أن هذا البعد الثقافي موجه للمستقبل والشباب وللانفتاح على العالم.

وبعدما أكد على أهمية الصناعات الثقافية والإبداعية التي أضحت في صلب الاقتصاد العالمي، سلط بنسعيد الضوء على المزايا التنافسية للمغرب، والتي يتعين الاستفادة منها لتوفير فرص شغل ذات جودة، وتثمين غنى الثقافة المحلية والتموقع بشكل أفضل على الصعيد الدولي.

وأضاف بنسعيد “إن الأمر يتعلق أولا بشباب ديناميكي، يتلقى تكوينا أفضل بشكل متزايد ومنفتح على العالم، وعلى اللغات الأجنبية، وكذا على التوجهات الجديدة”، مشيرا إلى أن هؤلاء الشباب يشكلون فرصة يتعين اغتنامها، لأنهم مفتاح الإبداع والاستخدامات الجديدة واستهلاك الصناعات الثقافية والإبداعية.

وذكر بنسعيد باتفاقات التبادل الحر والاستثمارات الأجنبية المباشرة والأقطاب الصناعية والممرات اللوجستية التي أسهمت في كسب حصص في أسواق ذات رأسمال كبير مثل صناعة السيارات أو الطيران، والتي ستتيح بلا شك الاستحواذ على حصص في السوق العالمية للصناعات الثقافية والإبداعية.

وأشار الوزير بنسعيد إلى أنه على الصعيد الوطني، يستفيد المغرب من استقرار حقيقي، حيث يشكل النسيج الجمعوي ومختلف المستويات الانتخابية، من الجماعة إلى الجهة، فاعلين محتملين في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية، الذي لا يمكن أن ينجح إلا من خلال التشاور والتوافق الناتج عن الحوار ومرونة الآليات، مبرزا أن المملكة اختارت تثمين الرأسمال البشري كمحرك للتنمية تماشيا مع الرؤية السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأوضح أن هذه الرؤية تضع الثقافة في صلب التنمية، مضيفا أن التنمية المستدامة، التي تهتم بالتوازنات الطبيعية، واحترام التنوع الثقافي، والانفتاح على العالم، مع الحفاظ على السيادة الثقافية، لا يمكن إلا أن تعزز الثقافة وتعبئها في خدمة طموح جماعي، شامل ومتفائل.

الشيخ الوالي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.