الوعي الجماعي خطتنا البديلة للتغلب على الوباء

0 1٬320

المهندس معاد أندور

لحد الساعة منظومتنا الصحية لازالت صامدة ضد الوباء خلافا لكل التوقعات خاصة بعد الارتباك الذي عاشته في بداية الجائحة لكن تدبير المرحلة نجح بشكل كبير خاصة بعد تدخل أعلى سلطة فالبلاد لتصحيح المسار والمجهودات التي تبذلها الاطر الصحية والعسكرية…

ولعل الرفع من الحجر الصحي قادم لا محالة والاستعدادات له تجري على قدم وساق من محاولات الرفع من عدد الكشوفات اليومية وتوفير الكمامات وأسرة الإنعاش ومراقبة درجة الحرارة باستمرار وفي كل مكان وغيرها من الإجراءات الضرورية حتى لا ننهار لا قدر له إذا عاد الجميع للحياة الطبيعية ومزاولة أنشطتهم وارتفعت أعداد الإصابات بشكل لا يمكن استيعابه.

لكن الأهم من كل ذلك هو التفكير في آليات للرفع من نسبة الوعي الجماعي بأهمية الالتزام بالحجر الصحي، واحترام النصائح الوقائية. فلا يعقل أنه وبعد أكثر من شهرين ألا تتغير سلوكاتنا. فلا زلنا نشاهد مظاهر غريبة وعجيبة بدءا من التجمعات والاكتظاظ في المحلات التجارية والمخبزات والأسواق والجنائر ثم مباريات في الأحياء بجماهير عريضة… دون أن ننسى الوحدات الصناعية التي لا توفر شروط السلامة لعمالها.

إن التغلب على هذا الوباء وتسجيل صفر حالة يتطلب منا جميعا كمواطنين أن نتجرد من ذاتنا وأن نفكر في حماية أخواتنا وإخوتنا وحماية أبنائنا وآبائنا وحماية الوطن. فالاستهتار سيضيع علينا فرصة الخروج من الأزمة منتصرين ويدخلنا فالحسابات الضيقة وربما سنندم عندما لا ينفع الندم.

من هنا يجب على كل الفاعلين السياسيين والجمعويين والمثقفين الاستمرار في تأطير المواطنين فربما سيكون علينا قبول التعايش مع الفيروس من دون حجر صحي إذا انخفض معدل انتشاره، وفي نفس الوقت قد ننجح في تسجيل نسب إصابات ضئيلة إذا توفر الوعي الجماعي وقدمنا المزيد من التضحيات وذلك في انتظار الفرج.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.