تقرير “السياسة اللغوية بالمغرب”.. وزارة التعليم العالي حريصة على تعزيز انفتاح الطلبة على الثقافات والحضارات الأخرى

0 304

قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، السيد عبد اللطيف ميراوي، إن جلالة الملك محمد السادس يولي اهتماما كبيرا للنهوض باللغات الأجنبية كرافعة أساسية للانفتاح الثقافي والحضاري وتعزيز مكانة اللغات الوطنية باعتبارها أحد العناصر المؤسسة للهوية الوطنية وأداة لتقوية الرابط الاجتماعي وتعزيز أسس العيش المشترك، وهو التوجه الذي تضمنته توصيات النموذج التنموي الجديد في انسجام تام مع الرؤية الملكية السامية.

ومن هذا المنطلق، يضيف ميراوي، خلال الجلسة العامة المخصصة لمناقشة تقرير مجموعة العمل الموضوعاتية المؤقتة حول “السياسة اللغوية في المغرب”، اليوم الثلاثاء 16 يوليوز بمجلس المستشارين، شكل تمكين الطلبة من اللغات أحد الرهانات الإستراتيجية الكبرى للمخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، لما لهذا التمكين من أهمية في إعداد رأسمال بشري مؤهل وممكن.

وفي هذا السياق، قامت الوزارة، في إطار تفعيل النموذج البيداغوجي الجديد، بمراجعة الهندسة اللغوية لأسلاك الإجازة والماستر والدكتوراه، حيث تضمنت جميعها وحدات لتدريس اللغات الأجنبية، مع إلزامية الإشهاد في هذه اللغات انطلاقا من مستويات إتقان خاصة بكل سلك.

كما تم الحرص ضمن بلورة تسريع تحول المنظومة على ترسيخ مكانة اللغة العربية وذلك بالتنصيص على ضرورة إدراج على الأقل وحدة تلقن باللغة العربية بالنسبة للمسالك التي تدرس بصفة حصرية باللغات الأجنبية، وفي نفس التوجه تم إعداد وتوفير مجموعة من الموارد الرقمية في وحدات القوة بعدة لغات من بينها اللغة العربية.

وتكريسا لمبدأ الإنصاف والعدالة في الولوج للتكوينات في مجال اللغات فقد تم اعتماد منصة رقمية ذات صيت دولي مفتوحة في وجه كافة الطلبة، مع تنويع أنماط التدريس (نمطي التعليم عن بعد بمعدل 70% والحضوري بمعدل %30) مع إلزامية الحصول على الإشهاد في نهاية التكوين.

وفي هذا الإطار تم وضع رهن إشارة الجامعات، برسم السنة الجامعية 2023-، 2024 ما مجموعه 500.000 حساب لتمكين الطلبة من الاستفادة من خدمات هذه المنصة في أفق الرفع من عدد المستفيدين خلال السنوات المقبلة ليصل إلى 700.000 مستفيد برسم | الجامعية 2024-2025 و 1.200.000 مستفيد برسم السنة الجامعية 2025-
.2026
وفي إطار المجهودات الرامية إلى إعطاء مكانة أكبر للغات الأجنبية الأكثر تداولا خاصة اللغة الإنجليزية، تم اعتماد ما يناهز 8 مسالك بسلك الإجازة خارج حقل الأدب والعلوم الانسانية تعتمد اللغة الإنجليزية كلغة أساسية للتدريس.كما تم إحداث مراكز للإشهاد في اللغة الإنجليزية على مستوى ثلاث جامعات (سيدي محمد بن عبد الله بفاس، محمد الخامس بالرباط والقاضي عياض بمراكش) في إطار مذكرة التفاهم الموقعة في 10 ماي 2023 بلندن بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار والمجلس الثقافي البريطاني.

ولمواكبة ورش تعزيز اللغات، قامت الوزارة بتعبئة كافة الموارد والوسائل المتاحة حيث تم في هذا الإطار إحداث شعبة التكوينات الأفقية بجميع المؤسسات ذات الاستقطاب المفتوح، برمجة تكوينات لفائدة 489 أستاذة وأستاذا على مستوى الجامعات والإدارة المركزية بخصوص استخدام المنصة الرقمية لتعلم اللغات، وتجهيز قاعات متعددة الوسائط على مستوى جميع المؤسسات الجامعية، وتزويد الطلبة بشرائح الهاتف (Carte Sim لتيسير ولوجهم مجانا لمنصة تدريس اللغات الأجنبية، بالإضافة إلى تتبع وضعية تفعيل الحسابات بالمنصة عبر تعيين مشرف وطني على صعيد
كل جامعة.

وفيما يخص تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، وعملا بمقتضيات الدستور الذي ينص في فصله الخامس على كون هذه اللغة لغة رسمية، باعتبارها رصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء، وتنفيذا للمادة 4 من القانون التنظيمي المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، عملت الوزارة بالتنسيق مع الجامعات على اتخاذ مجموعة من التدابير والإجراءات تهدف إلى تطوير وتوسيع عرض التكوين الجامعي في مجال اللغة والثقافة الأمازيغية، حيث تم في هذا الصدد اعتماد 25 مسلكا برسم السنة الجامعية 2023-2024، منها 5 مسالك في سلك الإجازة و 6 مسالك في سلك الماسترو 14 مسلكا في الإجازة في التربية، وإحداث مسلك نموذجي وطني في سلك الإجازة في التربية، تخصص التعليم الابتدائي – اللغة الأمازيغية تم اعتماده بكل من المدرسة العليا للأساتذة بالرباط والمدارس العليا للتربية والتكوين بكل من وجدة، وبرشيد، والقنيطرة وبني ملال والمدرسة العليا للتربية والتكوين بأكادير، والتي ستفتح هذا المسلك ابتداء من السنة الجامعية 2025-2024، كما تم إدراج المكون الأمازيغي في الوحدات الأفقية التي تعنى بالثقافة الوطنية، من خلال وحدات تكوينية خاصة بالتاريخ واللغة والثقافة الوطنية من خلال وحدات تكوينية خاصة بالتاريخ واللغة والثقافة الأمازيغية.

سارة الرمشي / ياسين الزهراوي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.