حزب الأصالة والمعاصرة يشارك في الدورة الثانية لمؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب العربية.
بدعوة من الحزب الشيوعي الصيني، يشارك حزب الأصالة والمعاصرة في أشغال الدورة الثانية لمؤتمرالحوار بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب العربية.وهي الدورة التي تقام بهانغشتو وتشينغداو من 22 الى 29 نونبر الجاري.
ويشارك الحزب ممثلا بالسيدة نجوة كوكوس عضوة المكتب السياسي، والسيد عبد المطلب أعميار عضو المكتب الفيدرالي للحزب.
وخلال اشغال الدورة التي يحضرها 26حزبا ، ألقى السيد عبد المطلب أعميار، كلمة باسم حزب الاصالة والمعاصرة في جلسة ” الإصلاح والانفتاح: طريق التنمية وتبادل الأفكار”، هذا نصها:
كلمة السيد عبد المطلب أعميار
عضو المكتب الفيدرالي لحزب الأصالة والمعاصرة.
الرباط- المغرب.
بداية، نود أن نعرب عن عميق تشكراتنا لقسم العلاقات الدولية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني لتوجيه دعوته لحزبنا السياسي، حزب الأصالة والمعاصرة، للمشاركة في أشغال الدورة الثانية للحوار بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب السياسية العربية.
وفي هذا الصدد، نذكر بأن هذا الحدث الذي يتزامن مع الذكرى الستين لإرساء العلاقات الديبلوماسية المغربية- الصينية يعد تعبيرا عن الروابط الدينامية والتاريخية الثنائية بين جمهورية الصين الشعبية والمملكة المغربية. هذه الروابط التي ما فتئت تتقوى وتتوطد بفضل المبادرات المتعددة لبلدينا.
فمنذ أكثر من نصف قرن، دشن المغرب علاقاته الديبلوماسية باعترافه المبكر منذ سنة 1958 بالصين الجديدة.ومنذ ذلك التاريخ، ما انفكت العلاقات الثنائية تتوطد بشكل ملحوظ.
وما بين سنة 2002 و2006، عملت الزيارات المتبادلة للملك محمد السادس ورئيس جمهورية الصين الشعبية على توجيه العلاقات الجديدة ما بين البلدين بدعم المصالح المشتركة ، وخصوصا بدعم الوحدة الترابية والسيادة الوطنية لبلدينا، وكذا من خلال النهوض بالعلاقات الاقتصادية المشتركة.
وإذا كانت العلاقات بين البلدين تكتسي أوجها مختلفة، فإننا نستحضر بالمقابل تدشين العديد من المبادرات الثقافية الرائدة من قبيل معهد كونفوشيوس بالرباط سنة 2009،ومعهد البيضاء سنة 2012، وآخر بتطوان سنة 2017.معلنة ولادة شراكات مثمرة بين الجامعات المغربية ونظيراتها الصينية. وهو ما يترجم الرغبة في ترسيخ روح التبادل الثقافي والحضاري بين البلدين. وهو ما يعتبر أحد مقومات الحوار بين الشعوب خلال الألفية الجديدة.
وإننا بالمناسبة نستحضر أيضا المباحثات الرسمية التي أجراها وزير الشؤون الخارجية المغربي خلال شهر نونبر 2017 مع السيد وزير الشؤون الخارجية الصيني حيث شملت المباحثات العلاقات الثنائية وتقييم مسار معاهدة الشراكة الاستراتيجية التي وقعها الملك محمد السادس والرئيس الصيني شي جين بينغ ،وانضمام المغرب لمبادرة ” ” الحزام والطريق” .وهي المبادرة التي أعطت نفسا قويا للعلاقات الثنائية بين البلدين سواء على المستوى السياحي، أو التجاري، أو على مستوى الاستثمارات، حيث أصبحت الصين تحتل المركز الثالث من بين شركاء المغرب.
إن هذه الدورة، وهي تسلط الضوء على تلاقح روح الأمم والمصالح الكونية المشتركة من أجل التقدم، والرفاه، والسلم، والتعايش، لهي مناسبة لنذكركم بأن حزبنا ، حزب الأصالة والمعاصرة الذي تأسس منذ 10 سنوات مضت ينتصر لقيم الحوار الحضاري، والانفتاح، والتعايش المشترك في أطار مجتمع متعدد مبني على المزاوجة بين الأصالة المتجددة والمعاصرة المنفتحة على روح العصر، باستحضار كل التراكمات التاريخية والحضارية للأمم والشعوب ، بما هي ارث مشترك للمجتمع الإنساني.،وهي مناسبة أيضا لكي نستحضر ونستلهم كل الإرث الثقافي العظيم للشعب الصيني ومسارات ثورته الثقافية.
إن مرجعيتنا الحزبية القائمة على اختيار الديمقراطية الاجتماعية، مرجعا ثقافيا ومعرفيا وسياسيا، تسعى إلى المساهمة في بناء نموذج المجتمع الديمقراطي العصري ارتكازا على مبادئ الحرية، والمساواة، والعدالة، والتضامن.متطلعين إلى تحقيق قواعد العدالة الاجتماعية ، والعدالة المجالية .
واليوم، في زمن العولمة العابرة للقارات والتنافسية الاقتصادية الشرسة، والمشاكل الكبرى التي تعرفها العديد من الأٌقطار من قبيل النمو اللامتكافىء بين الدول، و إشكالات الفقر، والهشاشة، والبطالة، والآفات البيئية، والتمدن السريع،وتدهور الخدمات العمومية..هذه المشاكل وأخرى تفرض عددا من التحديات المشتركة بين الدول، وفي مقدمتها ضرورة تنمية وتقوية أسس التعاون الاقتصادي في مجالات متعددة، عبر شراكات منتجة وفاعلة ومستدامة.
وإننا واعون أيضا بأن هذه التحديات تمر أيضا، وبالضرورة، عبر تقوية العلاقات الثقافية و الروابط الإنسانية بتوسيع قنوات ووسائط التواصل، والتبادل ، والبرامج المشتركة في مختلف القطاعات الثقافية والفنية.
وأخيرا، نعرب عن استعدادنا للتعاون المشترك من أجل توطيد ودعم مختلف أوراش التعاون الصيني المغربي لما فيه مصلحة شعبينا على سبيل التقدم والرفاه .