حزب الأصالة والمعاصرة يعقد لقاء تواصليا بجماعة الساحل لتعزيز القرب والتعبئة التنظيمية
نظمت الأمانة الإقليمية لحزب الأصالة والمعاصرة بإقليم العرائش، يوم الأحد 23 فبراير الجاري، لقاء تواصليا موسعا بجماعة الساحل، بحضور قيادات الحزب على المستويين الجهوي والوطني، في إطار الدينامية السياسية التي يشهدها الحزب لتعزيز التواصل مع المواطنين ومواكبة القضايا التنموية بالإقليم.
اللقاء، الذي جرى تحت شعار “تواصل القرب مدخل أساسي لتحقيق التنمية المستدامة”، أطره الأمين الجهوي للحزب بجهة طنجة تطوان الحسيمة، عبد اللطيف الغلبزوري، إلى جانب نواب الحزب في البرلمان، وهم محمد حماني، رئيس مجلس جماعة الساحل، والعربي المحرشي، وعبد الرحيم بوعزة، عضو المكتب السياسي، وقلوب فيطح، عضو المكتب السياسي ورئيسة منظمة نساء الأصالة والمعاصرة.
كما شارك فيه الأمين الإقليمي للحزب بالعرائش -مسيرا للقاء-، ورئيس غرفة الصناعة التقليدية بالجهة، أحمد بكور، وعدد من مسؤولي الحزب محليا وإقليميا، بالإضافة إلى منتخبين ومناضلي الحزب وساكنة الإقليم.
وأكد السيد الصبيحي في كلمة افتتاحية، أن اللقاء يهدف إلى تمكين المواطنين من الاطلاع عن قرب على مختلف الإنجازات والبرامج التي تم تحقيقها على المستوى الحكومي، مشيرا إلى أن ما تم إنجازه خلال الفترة الماضية يستحق الإشادة، نظرا لأهمية الملفات التي تمت معالجتها بشكل غير مسبوق.
وأضاف الصبيحي أن الحزب يتعرض لهجمات متكررة من طرف “جيوب المقاومة” المناهضة للتحولات المجتمعية والهيكلية التي يشهدها المغرب، مؤكدا أن هذه العراقيل لن تثني الحزب عن مواصلة عمله في خدمة المواطنين، سواء على المستوى الوطني أو المحلي.
وفيما يخص التنظيم الحزبي على مستوى الإقليم، كشف الصبيحي أن عملية الهيكلة مستمرة، ومن المتوقع أن يستكمل الحزب تنظيم صفوفه في جميع الجماعات قبل نهاية الصيف، مما سيعزز حضوره في مختلف المحطات السياسية المقبلة.
كما عبر عن افتخاره بأداء منتخبي الحزب، مشددا على أنهم يخوضون معارك يومية للدفاع عن قضايا المواطنين وتقديم حلول عملية لمختلف الإكراهات التي تواجههم.
من جانبه، أكد النائب محمد حماني، أن اللقاء يأتي في إطار الدينامية المتواصلة للحزب، مشيرا إلى أن العمل البرلماني الذي يقوم به الحزب يستند إلى مقتضيات الدستور، مما يعزز موقعه كقوة سياسية مؤثرة داخل المؤسسات.
وأشار حماني إلى أن إقليم العرائش يعاني من تحديات كبيرة، من بينها عدم استفادته من برامج التنمية المجالية التي شملت أقاليم أخرى في الجهة، مما يجعل من الضروري تكثيف الجهود لضمان عدالة مجالية في توزيع المشاريع والموارد.
وأضاف أن حزب الأصالة والمعاصرة يظل الأكثر ترافعا داخل البرلمان بشأن مختلف القضايا الوطنية، مؤكدا أن برلمانيي الحزب يواصلون عملهم للدفاع عن مصالح المواطنين، رغم الإكراهات الوطنية والدولية التي يواجهها المغرب.
وشدد حماني على أنه رغم إسهام منتخبي الحزب بشكل فعال في تدبير الجماعات، إلا أن الإقليم ما زال بحاجة إلى مزيد من المشاريع لتحقيق التنمية المنشودة.
ومن جهته، أشاد الأمين الجهوي للحزب بجهة طنجة تطوان الحسيمة، عبد اللطيف الغلبزوري، بالدينامية التي يعرفها الحزب من خلال اللقاءات التواصلية، مؤكدا أن إقليم العرائش يواجه تحديات كبيرة يجب التغلب عليها من خلال مقاربة تشاركية تجمع بين المنتخبين والساكنة والفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين.
وأشار الغلبزوري إلى أن الحزب لا يزال حاضرا بقوة في الإقليم، رغم بعض التحديات التي واجهها مؤخرا، والتي اعتبر أنها طبيعية في أي مسار سياسي ديناميكي.
كما نوه الغلبزوري بأداء رئيس مجلس جماعة الساحل، محمد حماني، معتبرا أنه نموذج للمنتخب القادر على إحداث تغيير إيجابي، ومشيدا بالمجهودات التي يبذلها مجلس الجهة في إطار اتفاقيات شراكة مع مختلف الفاعلين المؤسساتيين على المستويين المركزي والجهوي.
وأكد الغلبزوري أن الإقليم بحاجة إلى مزيد من المشاريع التنموية، لكنه في الوقت نفسه شهد تحقيق العديد من الإنجازات بفضل الجهود التي بذلها وزراء الحزب ومنتخبوه.
وعلى المستوى التنظيمي، شدد الغلبزوري على أن الوقت قد حان لهيكلة الحزب في الإقليم بشكل يعكس الدينامية التي تعرفها باقي أقاليم الجهة، استعدادا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
بدوره، أكد النائب البرلماني ونائب رئيس مجلس الجهة، العربي المحرشي، أن حزب الأصالة والمعاصرة يحقق إنجازات مهمة في القطاعات الحكومية التي يشرف عليها، مشيرا إلى أن طموح الحزب هو قيادة الحكومة المقبلة، وهو طموح مشروع بالنظر إلى الإمكانات التي يتوفر عليها الحزب.
وأضاف المحرشي أن المغرب مقبل على مرحلة تاريخية، خصوصا مع احتضانه لمونديال 2030، مما يفرض على الحزب تقوية تنظيمه وهيكلته على مستوى جميع الجماعات والأقاليم، ليكون في صدارة الاستحقاقات الانتخابية لعام 2026.
وأكد أن الحزب، في حال تصدره المشهد السياسي، سيعمل على تحقيق تطلعات المغاربة من خلال برنامج واقعي يستند إلى كفاءات وطنية قادرة على تقديم حلول عملية وناجعة.
أما النائب البرلماني عبد الرحيم بوعزة، فقد أشار إلى أن الفريق النيابي للحزب يعد من بين أقوى الفرق داخل البرلمان، مؤكدا أن الحزب، منذ تأسيسه، انتقل من المعارضة البناءة إلى المشاركة الفعالة في تدبير الشأن الحكومي، حيث ظل وفيا لمبادئه ولم ينخرط في أي صراعات فئوية.
وشدد بوعزة على أن الحزب كان له دور حاسم في تمرير 90% من التشريعات الحكومية، والتي تمس مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية، بما في ذلك إصلاح أنظمة الدعم والسكن، وقانون الصفقات العمومية، وقوانين الاستثمار، وإصلاح المؤسسات العمومية.
وأشار إلى أن الحزب يتحلى بجرأة سياسية تجعله قادرا على اتخاذ قرارات صعبة لكنها ضرورية لمصلحة الوطن، مؤكدا أن العمل متواصل لتحقيق مزيد من الإصلاحات الكبرى.
ولفت بوعزة إلى أن معدل إصدار التهيئة عرف وتيرة تصاعدية في عهد السيدة فاطمة الزهراء المنصوري وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، مما يعكس الإرادة السياسية القوية للمسؤولة الحكومية في تجاوز والقطع مع الاختلالات والتجاوزات المتوارثة عن التجارب السابقة في التدبير الحكومي والتي خلفت إشكالات وتحديات عويصة في مجال التعمير والإسكان. مشيرا إلى أن برنامج الدعم المباشر للسكن يتم تنزيله في إطار مقاربات تتسم بالشفافية والنزاهة بعيدا عن أي حسابات أو ولاءات.
أما عضو الفريق النيابي ورئيسة منظمة نساء الأصالة والمعاصرة، قلوب فيطح، فتطرقت إلى أن الحزب يكرس سياسة القرب من المواطنين كواقع ملموس، وهو ما يفسر نجاحه في كسب ثقة الناخبين.
وأوضحت أن أي تنظيم حزبي لن يكون ناجحا إلا من خلال التواصل المستمر مع القواعد، مشيرة إلى أن الحزب يحقق إنجازات مهمة لكنه يواجه أيضا تحديات وإكراهات يجب تجاوزها من خلال عمل جماعي منسجم.
وأشادت فيطح بالمقاربة التواصلية التي يعتمدها وزراء الحزب، وبالدور الذي تلعبه المنسقة الوطنية للقيادة الجماعية للأمانة العامة للحزب، السيدة فاطمة الزهراء المنصوري في توجيه العمل الحزبي، مؤكدة أن الحزب يستحق قيادة الحكومة المقبلة لما يمتلكه من رؤية واضحة وبرنامج طموح.
كما تطرقت إلى موضوع مدونة الأسرة، مؤكدة أن الحزب يضع قضايا الأسرة ضمن أولوياته، وأن أي إصلاحات مستقبلية ستكون وفق التوجيهات الملكية التي تضمن استقرار الأسرة المغربية.
الساحل/ العرائش: مراد بنعلي