عبد اللطيف وهبي ..البــــام يسكن دواخله

0 2٬835

يعرف بصرامته، جريء ومقدام؛ الأمين العام الجديد لحزب الأصالة والمعاصرة بإمكانه أن يعيد ترتيب الخط السياسي للحزب المغربي، الذي عانى أزمة داخلية منذ شهور .

هل يتحدث بصفته كمحام أم رجل سياسة؛ فبمجرد تقلد عبد اللطيف وهبي منصب الأمانة العامة للحزب البام. يوم التاسع من فبراير الماضي، طالب مرة أخرى بإطلاق سراح معتقلي الحراك بالريف. هذا المطلب كان من جملة مطالبه في خلال حملته الانتخابية للظفر بزعامة البام، وفي هذا الصدد يصفه المهدي بنسعيد البرلماني السابق في صفوف حزب الجرار ”وهبي شخصية فريدة، يتمتع بملكات تجعله متميزا عن الآخرين..”

”الهدوء الذي يسبق العاصفة”، فالحملة التي واكبت عملية انتخابه لأجل تقلد منصب الأمين العام لم تكن مفروشة بالورود..
ضليع ومتمرس في دروب السياسة المغربية، منتخب كنائب برلماني عن دائرة تارودانت مسقط رأسه حيث رأى النور عام 1961 . ترأس الفريق البرلماني لحزب الأصالة والمعاصرة. وتمكن من أن يفرض نفسه بديلا للأمين العام السابق، حكيم بن شماش بعد ان انتزع تأييد شخصيات سياسية وازنة داخل حزب الجرار بينهم فاطمة الزهراء المنصوري العمدة السابقة لمدينة مراكش والتي تسير شؤون برلمان ( المجلس الوطني ) الحزب والتي تتمتع بشعبية واحترام كبير من لدن القواعد، فهل الثنائي قادر على يضخ دماءً جديدة في صفوف الحزب؟؟.

محام حذق

هل سيمد وهبي يده للتحالف مع الإسلامويين المنتمين لحزب العدالة والتنمية؟؟، سؤال يطرحه باستمرار مناضلو حزب الجرار. وهنا يبرز الرهان، إذ لم تعد هنالك خطوط حمراء يرد مسؤولوا الحزب. هذه الفكرة لا تحقق الإجماع لدى جميع مكونات الحزبين، بل أضحت محط اختلاف بينهما في الحياة السياسية المغربية منذ عقد من الزمن.

إعادة توجيه الحزب، فهذا المعطى يتناسب مع ”نمط وهبي”، فالرجل يُعرف بأنه صريح ومقدام بل وجريء جدا. فقبيل أيام قليلة من موعد المؤتمر الأخير للبام. لم يتردد في إطلاق سهام الانتقاد للقيادة الحزبية آنذاك، إذ قال في حوار مقتضب له مع موقع ميديا24 :” منذ أن ولجت المكتب السياسي عملت جاهدا لكي يحصل على استقلاليته من المخزن “.

كما كرر انتقاده لالياس العماري، القيادي السابق للبام، بقوله أن ”الدولة تتحكم في الحزب من خلال الاستعانة بشخصه”، في حين يقول أحد مناصري وهبي أنه” لا يعترف بالتعهدات أو المسلمات السياسية”. بينما يتهمه آخرون بأنه يعتمد منهجا ديماغوجيا وانه شخص “إيديولوجي” بل انه سياسي “يساري اسلامي” يفيد احد معارضيه.

من جانب آخر، فبالنظر إلى كون حزب البام يضم ثلاث شرائح اجتماعية من المناضلين؛ تكنوقراط ليبراليون؛ و أعيان وتقدميون كانوا معارضين للنظام وأضحوا معارضين للإسلامويين، إذ ينتمي وهبي إلى هذا الصنف الأخير من المناضلين، وينحدر من أسرة يسارية وانضم إلى حركة اشتراكية ديمقراطية وتقرب بعدها إلى احمد بنجلون شقيق شهيد الحركة اليسارية بالمغرب عمر بنجلون المغتال من قبل الإسلامويين في سبعينيات القرن الماضي . فهل يتمكن وهبي من أن يفرض قراره على حزب يستمد قوته من الأعيان، فهم سياسي ذكي يعي جيدا أن عليه أن يُكيف خطابه السياسي. بحيث بعد أسبوع واحد من انتخابه، تم ترويج إشاعات حول انشقاقات داخل الحزب.

من جهة أخرى؛ فالرجل محام حذق ولبيب، فهو يدبر شؤون مكتب المحاماة بالرباط منذ عشرين سنة، ولا ترعبه الملفات الحساسة. فهو من دافع كمحام عن لرجلي الأعمال انس هوير العلمي و محمد علي غنام المحكوم عليهم شهر فبراير الماضي بالحبس النافذ وغرامات مالية بسبب ملف المشروع العقاري مدينة باديس بالحسيمة. كما أنه من العارفين بدروب ملفات الأجهزة الأمنية فقد ترافع في العديد من القضايا المهمة ونصب كمحام دفاع عن معتقلي السلفية (اعتقلوا في إطار قانون مكافحة الإرهاب) ومثل الدولة في قضية مقتل سائحتين من دول اسكندنافية شهر دجنبر 2018 مطالبا بالحق المدني.

رهانه القادم عودة مغاربة سوريا وخاصة الأطفال المعتقلين بسوريا والعراق، وهبي يطمح ان تشكل لجنة برلمانية لكي تلتقي بهم.
باختصار فهذا الرجل الذي يجر وراءه أعواما من التجارب والخبرة، والذي يقترح أن يشرع الإجهاض، لن تجد ملامح الخوف تتسرب إلى نظراته .

ترجمة وبتصرف: يوسف العمادي( عن مجلة jeune afrique)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.