عزيزة الشكاف تكتب: كورونا صديقة البيئة….. عدوة الإنسان!

1 1٬258

يوما بعد يوم يتسبب ارتفاع عدد وفيات ضحايا فيروس كورونا المستجد حول العالم في هلع وقلق متزايد من قوة وسرعة إنتشاره، مستحقا بذلك لقب عدو الإنسان ودورته الإقتصادية على المدى المتوسط وربما يطول إلى المدى البعيد كذلك.

ولكن، وعلى الجانب الآخر ترى البيئة في هذا الفيروس صديقا منقذا لها مما تتعرض له على يد الإنسان ونمط إستهلاكه ونشاطاته الصناعية، التي ما فتأت تدمر دورة البيئة البيولوجية وتهدد الكائنات التي تعيش بمحيطها الطبيعي، لكن فيروس كورونا المستجد تسبب في تناقص النشاط الصناعي مما أسفر عن ذلك الحد من تلوث الهواء.

لا أحد يمكن له أن ينكر التحسن الكبير في جودة الهواء بجميع دول العالم، خاصة التي شهدت قبلنا الحجر الصحي، إذ فرض هذا الأخير على المواطنين ركن سياراتهم وملازمة بيوتهم، وتوقيف أنشطتهم الصناعية، لهذا يبدو أن هذا الوباء ساهم بالفعل في إنخفاض كبير لتلوث الهواء وإنقاذ الكثير من الكائنات المكونة للدورة البيولوجية الطبيعية للبيئة بمختلف مكوناتها (ماعاد الإنسان للأسف).

ربما كان الإنسان بأنشطته الصناعية وعاداته الإستهلاكية والإستغلالية لثروات كوكب الأرض فيروس من نوع آخر، لهذا يمكن القول أن “كورونا” أصابت البيئة لعقود وجعلتها تعاني في صمت ويلات الاحتباس الحراري، وتلوث المحيطات وإنقراض الكثير من الكائنات الحية النباتية والحيوانية منها، لهذا لن نتعجب إن اشتكت البيئة وأعلنت خسائرها وعدد ضحاياها، وتبقى من أبرزها تراجع منسوب مياه الأنهار واتساع ثقب الأوزون، وانقراض الكثير من الأنواع الحيوانية والنباتية، إلى غير ذلك من مظاهر تضررها دون أن ننتبه نحن البشر إلى معاناتها.

الأزمة التي نواجهها اليوم هي فرصة لنا كبشر في إعادة التفكير في الكيفية التي ننظر من خلالها إلى العالم الذي من حولنا على هذا الكوكب، فهناك الكثير من الكائنات غيرنا التي تعيش حولنا على سطحه، وتحتاج منا إلى الترشيد والإستغلال المسؤول إلى كل ما هو مشترك (الهواء/ الثروات البحرية/المعدنية/ …..)، وغيرها من الثروات التي نتعايش بها وحولها نحن والملايين من الكائنات والنباتات الطبيعية.

لهذا ومن أجل كل ذلك سأختم بالقول بأنها دورة طبيعية إذا لم نحترم مكوناتها، ونعرف حدودنا داخلها سنجد أنفسنا في كل مرة أمام وباء يذكرنا بتجاوزاتنا في حق البيئة ومحيطها.


عزيزة الشكاف

نائبة برلمانية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

تعليق 1
  1. حسام أبدوا يقول

    ‎ أزمة كورونا أضهرت حقيقة التأثير السلبي لانسان على الطبيعة، فكل تصرفاته من تصنيع و تنقل و ترفيه …تحمل في طياتها سلاح فتاك ضد المناخ و ضد مستقبل الأجيال القادمة، التي ستجد نفسها في المستقبل امام جائحة أخطر من كورونا وسيصعب معها الحل و لن ينفع معها لا حجر صحي و لا لقاح و لا دواء، انه و باختصار تلوث الهواء و ما ينتج عنه من انحباس حراري، فإذا كانت كورونا اليوم تقتل الالاف، فتلوث الهواء يقتل الملايين سنويا عبر العالم، و يحصد الهكتارات من الغابات و يساهم في انقراض مجموعة من الكائنات الحية سنويا.
    ‎إذن فما شاهدناه اليوم من تعبئة دولية و تكثيف الجهود و الحزم في اتخاد القرارات و الصراع مع الزمن من أجل الاحتواء، هو ما يجب أن تنهجه المجتمعات في مواجهتها لأخطار التغير المناخي.