فاطمة السعدي تستعرض موجزا عن التقرير الأدبي للمؤتمر الوطني الخامس لحزب البام

0 678

قدمت، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، السيدة فاطمة السعدي؛ اليوم الجمعة 09 فبراير 2024 ببوزنيقة؛ أمام المؤتمرين والمؤتمرات الخامس للحزب، موجزا عن التقرير الأدبي، والذي يسرد بتفاصيل دقيقة وحيثيات عميقة حصيلة عمل الحزب خلال الأربع سنوات الماضية، مؤكدة أن المؤتمر الوطني الرابع للحزب الذي نظم سنة 2020 بمدينة الجديدة، اعتبر آنذاك من قبل الجميع على أنه مؤتمر لتصحيح الهياكل التنظيمية، وتثبيت اختيارات الحزب الديمقراطية، وبث نفس جديد في مناضلاته ومناضليه.

وأكدت السعدي أن الحزب قطع مراحل هامة وكبيرة في البناء التنظيمي والمؤسساتي الداخلي للحزب، وفي الحضور الانتخابي والمجتمعي المتميز، وداخل مؤسسات تدبير الشأن العام.

كما أضافت المتحدثة ذاتها خلاله سردها لموجز التقرير الأدبي، أنه رغم الجائحة التي داهمت المجتمع المغربي آنذاك مع انتشار وباء كوفيد 19 في كل أرجاء المعمور، فإن قيادة الحزب، لم تستسلم للصعوبات التي خلقها الحجر الصحي العام الذي عرفه المغرب للحد من انتشار الوباء، حيث باشرت نضالاتها على جميع الواجهات.

ومع إقرار صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، إجراء الانتخابات المحلية والتشريعية في موعدها الدستوري، حرصا من جلالته على استمرار المسلسل الديمقراطي، وجد الحزب نفسه أمام استحقاق انتخابي يعتبر المحك الأول للحزب، وداخل منافسة انتخابية ساخنة لم يخلف موعدها ولم يدخر لها جهدا ليرفع من حظوظه في النجاح والفوز، وترسيخ مكانته الريادية بالمشهد السياسي الوطني.

وكشفت عضو المكتب السياسي لحزب البام أن السمة البارزة التي حكمت اشتغال الحزب في الأربع سنوات الماضية، هي الاشتغال خلال سنتين من المعارضة وفي ظل جائحة كورونا، ثم الاشتغال خلال سنتين داخل الحكومة. وفي هذا السياق كان الحزب سباقا خلال جائحة كورونا إلى الانخراط بقوة في الجهد الوطني العام ضد هذا الوباء، ولاسيما من خلال وضع إسهامه المالي في الصندوق الذي خصصته بلادنا لمواجهة جائحة كورونا، وتكليف مجموعة من خبراء الحزب بإعداد دراسة موضوعية وواقعية لحجم تأثيرات فيروس كورونا على الوضعية العامة ببلادنا، وإعداد تقرير غني ومتميز حول تصور الحزب للقضايا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، قدمته قيادة الحزب أمام اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي، وكذلك إعادة بناء علاقة جديدة مع الأحزاب السياسية مباشرة بعد المؤتمر في إطار عقد لقاءات وزيارات مباشرة بين الحزب وهذه الأحزاب السياسية داخل مقراتها، وذلك بهدف خلق حوار صريح ونقاش مثمر حول العلاقات السياسية الجديدة للحزب، وكذلك حول القضايا الكبرى للوطن.

وقامت قيادة البام؛ تضيف السعدي؛  بتعميق علاقات الحزب السياسية مع أحزاب دولية، وتوطيد علاقة التعاون مع المجتمع المدني من خلال استقبال العديد من الجمعيات الحقوقية والمهنية، وإحياء عمل مؤسسات الأمانات الجهوية والإقليمية من خلال تزكية بعض الأمناء العامين الجهويين الممارسين لمهامهم حينها، وتعيين مؤقتا آخرين لسد الفراغ ومواجهة تحديات المرحلة، والقيام بجولات ولقاءات تواصلية مباشرة جابت أغلب ربوع المملكة، وزارت مدن وأقاليم أغلب إحدى عشر 11 جهة من جهات المملكة في أزيد من 70 إقليم وجماعة. 

كما شددت السعدي على أن جائحة كوفيد 19 كبلت بشكل كبير طموح عمل المجلس الوطني للحزب، رئاسة وأعضاء، حيث أن الحجر الصحي شكل بالنسبة للجميع صدمة حقيقية داخل المجلس الوطني وداخل الحزب برمته، بحيث لأول مرة يواجه العالم وليس المغرب فقط منعا مطلقا لعقد الاجتماعات المباشرة بعدما اعتاد المجلس عقد دوراته بانسيابية وحس منقطع النظير بين والمناضلات والمناضلين، مبرزة أنه رغم محاولات رئاسة المجلس عقد المجلس الوطني في موعده مباشرة بعد المؤتمر الرابع إلا أن المسؤولية الوطنية اقتضت الالتزام بالقرارات الصادرة عن السلطات المختصة.

ورغم تلك الإكراهات؛ تشدد السعدي؛ تمكن المجلس من عقد ثلاث دورات غنية وهامة، الدورات: 25، 26، 27، مكنت الحزب من الاشتغال في أريحية وفي انسجام تام مع القانون، بل مكن التزام المجلس الوطني من انتخاب المكتب السياسي، واللجنة التحضيرية والإعداد للمؤتمر الخامس المنعقد في وقته القانوني، طبعا دون الحديث عن المواقف الهامة التي تضمنتها اجتماعات المجلس الوطني، منها قرار المشاركة في الحكومة الحالية، وكذلك المواقف من الكثير من القضايا الوطنية الراهنة والإستراتيجية.

أما على مستوى حصيلة المكتب السياسي، أشارت المتحدثة ذاتها أن المكتب السياسي يعتبر من أنشط المكاتب السياسية للأحزاب ببلادنا، وذلك بفضل انتظامية اجتماعاته وكذلك بفضل مواقفه الحاضرة في كل النقاشات وفي كل القضايا الوطنية لاسيما الراهنة والاستراتيجية، حيث تمكن خلال أربع سنوات من عقد أزيد من 70 اجتماعا للمكتب السياسي، ومن الجهر بمواقف متعددة في كل القضايا التي تواجهها بلادنا سواء خلال السنتين الأوليتين من المعارضة أو خلال مشاركتنا في الحكومة.

أما بخصوص المحطة الانتخابية، أوضحت عضو المكتب السياسي، أن الحزب دخل غمار المنافسة الانتخابية والحزب وهو يتمتع بمزايا الحزب الوطني الديمقراطي الحداثي، وتم تهييء كل شروط النجاح في انتخابات عرفت منافسة سياسية كبيرة، خاصة أن الحزب دخل الانتخابات بشعار قوي هو “البام باش نزيدو للقدام” وكان شعارا مؤطرا لبرنامجنا الاجتماعي والاقتصادي الذي بلورته ثلة من أطر الحزب في مختلف الميادين والمجالات.

ومواصلة على درب المواطنة الحقة ونحن في الطريق نحو الانتخابات، أكدت السعدي أن قيادة حزب البام قررت طبع كل متطلبات الدعاية والحملة الانتخابية لاستحقاقات سنة 2021 داخل المغرب وليس لدى أي دولة أجنبية أخرى، مشددة على أنه بفضل هذه الجهود الجماعية حصل الحزب خلال انتخابات 8 شتنبر 2021 على نتائج جد مشرفة، منها 87 مقعدا بمجلس النواب، و19 مقعدا بمجلس المستشارين، وحوالي 6356 مقعدا بالجماعات الترابية ونترأس اليوم 4 مجالس جهات وحوالي 341 رئيس مجلس جماعة ترابية.

وأبرزت المتحدثة ذاتها أن عملية تشكيل الحكومة بعد الانتخابات كانت فرصة لحزب الأصالة والمعاصرة ليعبر عن إيمانه بمصلحة الوطن وكونها فوق كل اعتبار. إذ تشبث الحزب بروح توافقية مكنت من الإسهام العميق في تشكيل حكومة في وقت وجيز جنب بلادنا مضيعة الوقت، مضيفة أن الحزب فاز داخل التحالف الحكومي بحقائب وزارية وازنة وذات أهمية استراتيجية في تنمية بلادنا “سبعة حقائب بالغة الأهمية”، مبرزة أن الحزب كانت له إسهامات فعالة في صياغة البرنامج الحكومي عبر إدراج العديد من الأهداف الاجتماعية والاقتصادية التي تضمنها البرنامج الانتخابي للحزب.

وفي ذات السياق، أبرزت السعدي أنه تم عقد لقاءات تواصلية وتفاعلية بين قيادة الحزب ومناضلاته داخل العديد من الجهات، حيث تم عقد المؤتمر الوطني لمنظمة نساء البام شهر ماي 2023 ببوزنيقة، والذي انتهى ببناء مؤسسة عتيدة لنساء الأصالة والمعاصرة، استكملت هياكلها وتشتغل اليوم ولها حضور متميز في الساحة الوطنية، مشددة على أنه تم الاقتراب من إعادة بناء منظمة الشباب لولا ضيق الوقت وتعتر الظروف المناسبة، وكذلك على مستوى مؤسسة المنتخبين فقد تم الاشتغال كثيرا على تصور متكامل وجديد لهذه المؤسسة، مضبوط في الأجندة وعلى مستوى الأهداف ووسائل العمل، جاهز اليوم للترجمة على أرض الواقع.

وعلى مستوى عقد المؤتمرات الجهوية، كشفت السعدي أنه تم عقد 6 مؤتمرات جهوية كبرى بطريقة تنظيمية غير مسبوقة، شكلت أعراسا نضالية وديمقراطية، وهمت جهات: طنجة تطوان الحسيمة، فاس مكناس، الرباط سلا القنيطرة، سوس ماسة، بني ملال خنيفرة ، ومراكش أسفي.

وفي نفس الإطار التنظيمي دائما، أكدت السعدي تجديد عشرات الأمانات الإقليمية (أزيد من 60) والأمانات المحلية (أزيد من 150)، فاقت نسبة 80 بالمائة في مجموعها، بفضل تعبئة جماعية لمناضلات ومناضلي الحزب، منتخباته ومنتخبيه.

وعلى مستوى البنية الإدارية والإعلامية واللوجيستيكية للحزب. فقد أوضحت أن قيادة الحزب ولأول مرة في تاريخه عمل البام على بناء قاعدة ممتلكات عقارية قوية لفائدة رصيد الحزب، وعلى رأسها اقتناء ولأول مرة ثلاث مقرات مركزية للحزب بالرباط، واقتناء مقرات في ملكية الحزب بعدد من الجهات والأقاليم، واقتناء أراضي بعدد من الجهات جاهزة اليوم لبناء مقرات جهوية بمواصفات جيدة جدا.

كما قام الحزب بتحويل عقود كراء جميع مقرات الحزب بالأقاليم والجهات باسم الحزب، وكذلك تسوية وضعية جميع موظفي الحزب وتمتيعهم بالتغطية الصحية اللازمة الأمر الذي تطلب جهدا ماليا كبيرا وكلفة أثرت على التوازنات المالية للحزب.

ومن موقع أهمية التواصل بالنسبة للحزب، أشارت عضو المكتب السياسي إلى أن الحزب قام بتغييرات هامة على وسائل إعلامه، بحيث طور بوابة الحزب باللغة العربية Pam.Ma، وأصدر لأول مرة في تاريخ الحزب جريدتين ورقيتين باللغة العربية والفرنسية “التراكتور”، مبرزة أنه للرفع من تواصل الحزب مع الخارج ومع الأجانب، أنشأ لأول بوابة إلكترونية باللغتين الفرنسية وأخرى بالأنجليزية.

بوزنيقة – تحرير: إبراهيم الصبار/ تصوير: ياسين الزهراوي 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.