قضايا سياسية وتنظيمية موضوع اجتماع الأمانة الإقليمية للبام بإقليم تاونات

0 183

عقدت الأمانة الإقليمية لحزب الأصالة والمعاصرة بإقليم تاونات، يوم السبت 09 نونبر 2024، اجتماعا تنظيميا بالمقر الإقليمي للحزب بتاونات، وذلك بإشراف الأمين الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة فاس- مكناس، محمد الحجيرة، وحضور رؤساء مجالس الجماعات من البام وأعضاء الأمانة الإقليمية والمجلس الوطني.

شهد الاجتماع تفاعلا ونقاشا موسعا حول السبل التنظيمية والسياسية لتعزيز الحضور الحزبي في الإقليم، إلى جانب التركيز على قضايا التنمية المحلية وتعزيز مشاركة الشباب والنساء.

افتتح الأمين الإقليمي للحزب محمد النجاري الاجتماع بكلمة ترحيبية، حيث عبّر عن شكره وتقديره للسيد الحجيرة ولجميع الحاضرين. كما أكد على أهمية هذا اللقاء في تعزيز الروابط التنظيمية مشيرا إلى ضرورة التماسك والتكامل بين أعضاء الحزب لتحقيق الأهداف التي يصبو إليها، خاصة في ظل التحديات التنموية والاقتصادية التي يواجهها الإقليم. ودعا إلى مضاعفة الجهود في العمل الميداني لتحقيق تطلعات المواطنين وتكريس الثقة بين الحزب وساكنة الإقليم.

وأكد النجاري على أن هذا الاجتماع يعكس الحرص على تعزيز العمل التنظيمي وحشد الطاقات من أجل خدمة حزبنا ووطننا.

وأضاف قائلا: “إننا نعيش اليوم مرحلة حاسمة في تاريخ بلدنا، تتطلب منا جميعا المزيد من العمل والجد والتفاني. ولقد حقق حزبنا إنجازات مهمة على المستوى الوطني والجهوي والمحلي، ولكننا ندرك جيدا أن هناك الكثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به”.

كما استحضر أولويات المرحلة المقبلة والتي لخصها فيما يلي: تعزيز الوحدة والتلاحم، التركيز على العمل الميداني، تطوير الكفاءات، تحديث الخطاب السياسي وتعزيز التعاون مع مختلف الفاعلين، من أجل تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.

ختاما؛ كلمته أشار النجاري إلى العديد من التحديات التي سنواجهها في المرحلة المقبلة، من أهمها: المنافسة الشديدة مع الأحزاب الأخرى، التغيرات السريعة التي يشهدها العالم وارتفاع التوقعات لدى المواطنين.

في مداخلته، ذكر السيد الحجيرة، بمضامين الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى ال 49 للمسيرة الخضراء، حيث وجه جلالة الملك محمد السادس نصره الله رسائل واضحة وصارمة إلى الأطراف الخارجية التي تستغل قضية الصحراء المغربية ضد مصالح المغرب ووحدته الترابية. واستعرض جلالته كيف أن بعض الأطراف ما زالت متمسكة بأفكار قديمة، وتناول جلالته أيضا رفض بعض الجهات إحصاء المحتجزين في مخيمات تندوف، حيث يعيشون في ظروف قاسية من الذل والحرمان، مع الإشارة إلى استغلال البعض لقضية الصحراء لتحقيق أهداف سياسية أو استراتيجيات جغرافية.

وفي ذات الصدد، أكد الأمين الجهوي، أن الخطاب الملكي كان حاسما في تأكيد سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية. وأضاف أن الخطاب وجه دعوة صريحة للأمم المتحدة للتدخل وتسوية النزاع ضمن إطار الشرعية الدولية، وتحديدا من خلال خطة الحكم الذاتي، التي تحظى بدعم دولي واسع.

كما أشار الحجيرة إلى أن الخطاب الملكي السامي أعطى تحولا جديدا ضمن هندسة ملكية تروم إصلاح الهيئات المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، حيث يرتكز هذا الإصلاح إلى بنية مؤسسية جديدة تقوم على ركيزتين.

تتعلق الركيزة الأولى بمجلس الجالية المغربية بالخارج باعتباره مؤسسة دستورية ذات دور تداولي واستشاري، حيث بات من الضروري، بعد خطاب جلالة الملك، إصدار القانون المتعلق بمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وتجديد تشكيلته، حتى يصبح أكثر تمثيلا، وجعله فضاء للنقاش والتبادل، وقوة اقتراحية حقيقية.

 

وتتعلق الركيزة الثانية بالمؤسسة المحمدية للمغاربة المقيمين بالخارج، وهي وكالة عمومية جديدة سيتم إحداثها، لتشكل “الذراع التنفيذية” للسياسة العمومية تجاه المغاربة المقيمين بالخارج.

وستضطلع هذه المؤسسة الكبرى بأدوار وازنة ضمن حقائق جديدة وطموح جديد، وهو ما يمكن تسميته بـ”ثورة مؤسساتية”. ومن هنا تأتي تسميتها “المحمدية”، والتي تترجم العناية الملكية بمغاربة العالم، اعتبارا لخصوصية الروابط الروحية والبيعة التي ما فتئت تجمع هذه الشريحة من المواطنين بالملكية المغربية.

كما استحضر الأمين الجهوي الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي ماكرون للمملكة المغربية، وبخصوص إعطاء الرئيس الفرنسي فرصة إلقاء خطاب أمام البرلمان المغربي ضمن برنامج زيارته الرسمية، وأكد الحجيرة أن هذه الخطوة تمثّل إشارة سياسية رمزية إلى عمق العلاقات التي تربط البلدين على صعيد المؤسسات السياسية والدبلوماسية والتمثيلية، وإلى قوة العلاقات التاريخية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي تجمع المغرب وفرنسا، ليجدد المتحدث نفسه، التذكير بموقف فرنسا الأخير الداعم لقضية سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.

كما أوضح الحجيرة أن التعديل الوزاري الأخير يُظهر حرص الحكومة على الاستجابة الفعالة للمتغيرات، ويُعزز الانسجام بين مكونات التحالف الحكومي. وأضاف أن التعديل الوزاري جاء في وقت حاسم، بعد ثلاث سنوات من تشكيل الحكومة، لمواجهة التحديات الاجتماعية والتنموية المتزايدة.

وأشار المتحدث نفسه إلى أن الوزراء الجدد يتمتعون بكفاءات وخبرات تؤهلهم لدعم جهود الحكومة في التصدي للتحديات الكبرى، بما فيها التخفيف من تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية وتحقيق تقدم في مجالات أساسية كالتشغيل، والتعليم، والإسكان، والتحول الرقمي.

كما عرج الحجيرة، على بلاغ المكتب السياسي الأخير مع تثمين كل مضامينه ومواقفه السياسية وتوجيهاته التنظيمية.

وفي ختام مداخلته، شدد الحجيرة على أهمية الدينامية التي يعرفها الحزب في الجهة والإقليم، مشيرا إلى أن الحزب يتبنى استراتيجية عمل تتجاوز الشعارات إلى التنفيذ الفعلي لوعوده والتزاماته تجاه المواطنين. ودعا إلى الاستمرار في نهج سياسة القرب من المواطنات والمواطنين عبر تعزيز التواصل وتنظيم اللقاءات التواصلية الميدانية، والعمل على فتح الباب أمام الطاقات الشابة والنسائية لتكون جزءا من مسيرة الحزب في الإقليم.

نائب الأمين الاقليمي، المصطفى الغزواني تحدث عن ضرورة تكثيف الجهود التنظيمية لتحقيق أهداف الحزب في الإقليم، مشيرا إلى أن الأمانة الإقليمية تحتاج إلى استراتيجيات أكثر تفاعلية للتواصل مع الشباب والنساء وتشجيعهم على الانضمام إلى الحزب. وأكد على أهمية الاستفادة من المبادرات التنموية التي يقودها الحزب، ودعا إلى تنظيم أنشطة تواصلية تهدف إلى تعريف المواطنين بمبادرات الحزب ومشاريعه.

في كلمته، أشار نائب الأمين الأمين الإقليمي، محمد لطفي؛ إلى التحديات التنموية التي يعيشها إقليم تاونات، ودعا إلى اعتماد رؤية تنظيمية تتبنى حلولا عملية واقعية لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لسكان الاقليم. وأكد على ضرورة انفتاح الحزب على جميع الفئات الاجتماعية لتعزيز قاعدته الشعبية ودعمه من خلال تكوين لجان وظيفية متخصصة تهتم بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

من جانبه، أشار رئيس مجلس جماعة سيدي المخفي محمد حنين، إلى أهمية هذا الاجتماع التنظيمي كخطوة لتحقيق المزيد من التقارب بين الحزب وساكنة الإقليم. وأكد على أن الحزب يسعى من خلال مختلف الأمانات المحلية إلى تقديم أفضل الخدمات للمواطنين، مشددا على ضرورة وضع خطط تنموية تتماشى مع تطلعات المواطنين واحتياجاتهم.

وتحدث نائب الأمين الإقليمي، عبد الرحيم البودالي عن أهمية التنظيم في تعزيز نشاط الحزب على المستوى المحلي والإقليمي والجهوي والوطني. وأكد على ضرورة تكوين فرق ميدانية تنقل تطلعات الساكنة وتقترح حلولا عملية يمكن للحزب تنفيذها. ودعا إلى الاهتمام بتطوير البنية التحتية والخدمات الأساسية في الإقليم، بما يعكس التزام الحزب بقضايا المواطنين.

بدوره، شدد رضوان البيعلي على دور الحزب في الدفاع عن مصالح المواطنين، وضرورة إرساء أسس قوية للتنمية عبر تكثيف العمل الميداني والاستماع لاحتياجات الساكنة. وأكد على أهمية إشراك الأعضاء الشباب في مختلف الهياكل الحزبية المحلية، ليكونوا جزءا من مسيرة التطوير وتحقيق التنمية بالإقليم.

في مداخلتها، تطرقت حليمة الساقي إلى دور النساء في دعم وتعزيز العمل الحزبي، وأكدت على ضرورة تشجيع النساء للانخراط في العمل السياسي والحزبي، ليكن شريكات فاعلات في التنمية المحلية والاقليمية. ودعت إلى إطلاق مبادرات تعزز مشاركة المرأة في جميع مجالات التنمية بالإقليم.

في كلمته، أشار عضو الأمانة الإقليمية بوشتى اعميلة؛ إلى ضرورة الاهتمام بالتواصل الإعلامي لتعريف المواطنين بأنشطة الحزب ومواقفه. وأكد على أهمية توفير فضاءات للنقاش والحوار بين الحزب والمجتمع المحلي، ودعا إلى توسيع القاعدة الجماهيرية للحزب بإشراك جميع فئات المجتمع.

باقي المداخلات أكدت على ضرورة تفعيل خلايا تواصل وتشاور بين الأمانات المحلية لتبادل الأفكار والمقترحات، والعمل على تأسيس لجان وظيفية تُعنى بمتابعة احتياجات المواطنين. كما تم الاتفاق على عقد لقاءات تواصلية منتظمة مع الساكنة، وتقديم برنامج عمل يعكس أولويات الحزب على مستوى إقليم تاونات، خاصة في مجالات التنمية والبنية التحتية، والخدمات الاجتماعية، وتمكين الشباب والنساء من أدوار قيادية.

توصيات الاجتماع:

1- تعزيز العمل الميداني: من خلال تشكيل فرق ميدانية تتواصل مع المواطنين وتنقل احتياجاتهم.

2- تطوير الخدمات الأساسية: تحسين البنية التحتية والخدمات الاجتماعية في الإقليم.

3- توسيع قاعدة الحزب: فتح المجال أمام الشباب والنساء وتشجيعهم على الانخراط في العمل الحزبي.

4- إطلاق مبادرات تواصلية: تنظيم لقاءات دورية مع الساكنة لمناقشة القضايا التي تهمهم.

5- تفعيل اللجان الوظيفية: تخصيص لجان تهتم بمختلف المجالات التنموية والاجتماعية.

6- نخراط الأمانة الاقليمية والبرلمانيين ورؤساء مجالس الجماعات وأعضاء المجلس الوطني في الأبواب المفتوحة التي ستنظمها الامانة الجهوية لجهة فاس- مكناس وذلك بمبادرات جادة ومسؤولة سيتم بلورتها بتنسيق مع الأمانة الجهوية.

ليخلص الاجتماع إلى أن القيادات الحزبية الإقليمية والجهوية مستعدة لتعزيز حضور الحزب في إقليم تاونات؛ والعمل على تحقيق تطلعات الساكنة وفق رؤية تنظيمية تعكس تفاعل الحزب واهتمامه بالقضايا التي تمس حياة المواطنين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.